الشركات الناشئة: التواصل الفعال المفتاح لمواجهة جميع المصاعب
تواجه الشركات الناشئة الكثير من المصاعب في بداياتها، ابتداءً من تعزيز رؤية ومهمة الشركة، وليس انتهاءً بالمصاعب المادية، وعلى الرغم من العزيمة العالية والجهد المبذول، لكن قد يغيب عن بعض المؤسسين، أهمية التواصل الفعال، الذي قد يقلب الموازين ويحافظ على نجاح الشركة، بل ويساهم في ازدهارها وتقدمها ولذا سوف نتحدث اليوم عن أهمية التواصل الفعال في الشركات الناشئة، كما سنسلط الضوء على أهم الطرق الفعالة لتعزيزه. دعنا نبدأ بأهمية التواصل الفعال يعتبر التواصل الفعال جزء من ثقافة أي شركة، وكم من شركة فشلت وذهبت في غياهب النسيان، على الرغم من أهمية فكرها وكفاءة موظفيها وتفانيهم، فقط بسبب تجاهل بناء أي قنوات تواصل ليس بين موظفيها فحسب بل مع عملائها أيضاً. لذا يجب التنويه هنا، بأن التواصل على مرحلتين هو تواصل داخلي بين موظفي الشركة، وتواصل خارجي مع العملاء والموردين وأي جهة تتعاون معها الشركة، وفي النقاط التالية سوف نتعرف على دور التواصل الفعال في نجاح أي شركة ناشئة قد ينضم موظف إلى الشركة الناشئة ويعمل بها لأشهر، وليس لديه دراية كافية بمهمة ورؤية الشركة. هذا أمر واقع! وينبع من عدم التواصل الفعال مع الموظف ابتداءً من يوم مقابلة العمل، حيث يقع على عاتق مدير الموارد البشرية التعريف بالشركة ومهمتها ورؤيتها، وليس انتهاءً بعدم إشراك الموظف في اجتماعات الشركة التي تتحدث عن رؤية ومهمة الشركة. الموظف هو رسول الشركة، ولذا فإن توضيح رؤية ومهمة الشركة يساعد بشكل كبير في زيادة المصداقية والثقة بالشركة، وعلاقات أقوى سواءً مع الموظف أو في السوق. عندما يشعر الموظف بأنه جزء مهم من الشركة، وبأن باب المسؤولين والمديرين مفتوح له على الدوام، سوف يزيد هذا الأمر من ثقته بنفسه ، كما سوف يبذل جهداً مضاعفاً ويقدم كل خبراته ومعرفته من أجل نجاح الشركة. والشركات الناشئة بأمس الحاجة إلى الموظف المخلص الذي سوف يستمر في العمل معها لسنوات طويلة، وقد يغفل مؤسسوها عن أهمية الاحتفاظ بالمواهب في الشركة لأن خسارتها، ما هو إلا استنزاف مادي ومعنوي كبير. التواصل هو الغراء الذي يربط الفريق معاً. حيث إن التواصل من الأعلى إلى الأسفل (من المدراء إلى الموظفين) أو من الأسفل إلى الأعلى، بلا شك سوف يعزز التفاهم المشترك ويوجه الجميع للعمل على هدف مشترك. وتصبح الشركة أكثر إنتاجية وكفاءة وقدرة على مواجهة التحديات التي تواجهها. قد تمر الشركة الناشئة بتعثر مالي في بداياتها، وإذا كانت قد أولت موظفيها الاهتمام وبنت علاقة قوية معهم، قد يكون موظفوها هم طوق النجاة لها في هذه الأيام العصيبة، فقد يتنازلون عن مكافآتهم وعلاواتهم لفترة وجيزة، كما سيبذلون قصارى جهدهم في هذه الأثناء لتتجاوز شركتهم هذه المحنة وتقف على قدميها من جديد. ومن جهة أخرى، سوف تحصد الشركة ثمار بناء علاقة قوية وشفافة مع العملاء عند مواجهتها لمحنة مالية، فقد يتفهم العملاء والموردون مشاكل الشركة، وقد يقدمون لها تسهيلات مالية أو قد يتم تأجيل بعض الدفعات المترتبة على الشركة. عندما يكون التواصل ضعيف بين الموظف ومديره المباشر، قد يفقد المدير فرصة التعرف على أفكار وإمكانياته الموظف، وربما الحلول التي قد يأتي بها للمشاكل التي تواجه شركته، وقد لا يتم اكتشاف مهارات الموظف على الإطلاق، كمثال المهارات في الذكاء العاطفي أو الاجتماعي فقط بسبب عدم منحه المجال للتعبير أو المشاركة الفعالة. اقرأ أيضاً: السعادة في العمل مسؤولية الإدارة أم الموظف قد تدرك بعض الشركات الناشئة أهمية التواصل الفعال، ولكن تختلط عليها الأمور وتفقد السيطرة في حال عدم تطبيق طرق فعالة من أجل تعزيز التواصل، فالتواصل الفعال لا يعني التسامح بشكل دائم مع الموظف المهمل، ولا يعني تقليل احترام الموظف للمسؤولين عنه، ولكنه يعني التواصل الفعال المبني على الاحترام المتبادل، وسنطرح هنا بعض الطرق المدروسة والفعالة في تعزيز التواصل الفعال بطريقة سليمة وسلسة: ليس بالضرورة أن تصبح أنت وموظفيك أصدقاء، وتتشارك معهم تفاصيل حياتك الخاصة، ولكن في المقابل لا ضرر من سماع مشاكل موظفيك التي تؤثر على إنتاجيتهم وأدائهم في العمل، فالموظف الذي يشغل تفكيره تكاليف عملية العيون لابنه، لن يكون بكامل طاقته وقوته كالموظف الذي قد يعطيه مديره سلفة على راتبه بأقساط مريحة لإجراء هذه العملية الطارئة لابنه. احرص على الرد على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني، والمراسلات الأخرى من الموظفين والعملاء، على حد سواء، في أسرع وقت ممكن، وكما يجب أن تلتزم دوماً بالموعد النهائي لتسليم العمل. هذا الأمر سوف يزيد تقدير الموظفين والعملاء لك ويحسن التواصل بينكم، وقد يشفع لك في الحالات الطارئة التي قد تضطر لتأجيل موعد تسليم العمل. من المفاجئ بأن بعض الشركات الناشئة، قد تحرص على إجراء اجتماعات دورية مع الموظفين، ولكن قد لا يتم الاستماع لهم بشكل جيد، وهذا أمر محبط للموظف المندفع والمقبل على العمل. ولذا يجب تدريب رؤساء الأقسام ومسؤولو الموارد البشرية على مهارة الاستماع الفعال، من خلال التركيز على نبرة الصوت وحركة الجسد وردة فعل الموظف، وفي حال عدم فهم وجهة نظره إعادة صياغة الحديث من أجل إيضاح الأمور. ولكن يوجد نقطة مهمة يجب التركيز عليها، ألا وهي عدم المماطلة في الأحاديث وإضاعة الوقت والتركيز على النقاط الرئيسية في الموضوع. دع الموظفون يشاركون أيضاً في صنع أي قرار هام في الشركة، ما سوف يقدمونه من حلول وأفكار قد يدهشك في بعض الأحيان، فكل من منصبه قد يسلط الضوء على زاوية قد غابت عنك، وكما من المتعارف عليه، بأن الشخص الذي يساهم في صنع القرار، سوف يلتزم بنتائج هذا القرار، وسيكون مشاركاً فعالاً في تطبيق الحلول والتوجيهات الناتجة عنه. رؤية ومهمة الشركة، هما بوصلة الشركة من أجل اتخاذ أي قرار أو وضع أي هدف، ولذا في كل اجتماع داخلي أو خارجي، لا بد من التذكير بمهمة ورؤية الشركة، فهذه الخطوة على قدر ما قد تعتقد بأنها بديهية، إلا أنها فرصة رائعة للتواصل الفعال والحقيقي بينك وبين العملاء والموردين والموظفين وجميع الأطراف المعنية. اقرأ أيضاً عن: أهمية كتابة المحتوى على لينكدإن للمدراء التنفيذيين وضع استراتيجية تواصل فعالة هي خطوة مهمة وأساسية لنجاح الشركة الناشئة، ولذا فعليك توظيف خبراء ومتمرسين في استراتيجيات التواصل من أجل الحفاظ على نجاح الشركة، وسوف يساهم في تحسين العلاقات بين الموظفين والإدارة واحتضان التغذية الراجعة وتطوير عقلية النمو والتعلم في الشركة. التواصل ثم التواصل ثم التواصل، هذا هو سلاحك في وجه جميع المصاعب التي قد تواجهك كمؤسس شركة ناشئة، تخوض تجربتها في سوق تنافسي شرس لا يقبل بالزلات ويستمر بالتطور للأمام وبوتيرة سريعة. وإذا كنت بحاجة لخبراء من أجل وضع استراتيجيات للتواصل لا تتردد في التواصل معنا لتزويدك بالنصائح المطلوبة وبناء استراتيجية تواصل مصممة حسب الطلب لشركتك وتلبي احتياجتها وطبيعتها.
أهمية التواصل الفعال في الشركات الناشئة
يساهم التواصل الفعال في تعزيز مهمة ورؤية الشركة الناشئة
يزيد من ولاء الموظف
يعزز التواصل الفعال روح الفريق في الشركة الناشئة
يزيد تعاطف الموظف والعملاء مع الشركة عند التعثر المالي
يساهم التواصل الفعال في تنويع الأفكار وإيجاد الحلول الإبداعية
طرق تعزيز التواصل في الشركات الناشئة
كن إنساناً بالدرجة الأولى
كن دوماً على الموعد
كن مستمعاً جيداً
كن منفتحاً عند صنع أي قرار هام في الشركة الناشئة
كن واضحاً في نشر رؤية ومهمة الشركة
كن صاحب رؤية استراتيجية في التواصل الفعال