المؤثرون شركاء حقيقيون في التواصل والتسويق

أهمية المؤثرين في بناء الثقة والتأثير
تكمن قوة المؤثرين في عنصر الثقة. جمهورهم يتابعهم بدافع الاهتمام الحقيقي، وغالبًا ما يعتبرهم قدوة أو مصدر إلهام. وعندما يروّج المؤثر لمنتج أو يتحدث عن تجربة شخصية، فإن الرسالة تمر عبر “فلتر المصداقية" بدلًا من “فلتر البيع المباشر". هذا ما يجعلهم شركاء فعليين في سرد حكاية العلامة التجارية.
اقرأ أيضًا: نصائح ذهبية عن التسويق بالذكاء الاصطناعي لعام 2025
سوق المؤثرين: من البداية حتى الآن
في السنوات الأولى، ارتبط مصطلح “المؤثر" بعدد المتابعين فقط. مع نضج السوق، تغيّرت المقاييس. اليوم، وأصبح التفاعل والمحتوى الحقيقي والقدرة على توليد حوار مع الجمهور هي المعايير الأهم. وهذا الجدول يوضح النمو الكبير والسريع لسوق المؤثرين منذ عام 2016 حتى الآن، ويدعونا للتأمل وتغيير نظرتنا للمؤثرين في هذا الوقت.
السنة | حجم سوق المؤثرين (مليار دولار) |
---|---|
2016 | 1.7 |
2018 | 4.6 |
2020 | 9.7 |
2022 | 16.4 |
2024 | 24.0 |
تشير هذه الأرقام إلى أن النمو في سوق المؤثرين لم يكن مجرد طفرة مؤقتة، بل هو توجه استراتيجي طويل الأمد يُعيد تشكيل عالم التسويق والعلاقات العامة.
المؤثرون في العالم العربي
في منطقتنا العربية، ظهر العديد من المؤثرين الذين لم يقتصر تأثيرهم على متابعيهم فحسب، بل أصبحوا جزءًا من مشهد الثقافة الرقمية. من مجالات الجمال، إلى ريادة الأعمال، والرحلات، وحتى المبادرات الاجتماعية والإنسانية.
تختلف طبيعة المؤثر العربي بحسب السياق المحلي؛ ففي الخليج، مثلًا، يسيطر المؤثرون على إنستغرام وسناب شات، ويركزون على نمط الحياة والرفاهية، ولكنهم يتمزون بقدرتهم على الدمج بين الهوية المحلية والعالمية (أغلبهم ناطقون باللغة العربية والإنجليزية). أما في بلاد الشام والمغرب العربي، فنجد تنوعًا أوسع في المحتوى يشمل التعليم، السياسة، الكوميديا، والفن.
ورغم هذا التنوع، لا تزال هناك فجوة في الاحترافية. فالكثير من الحملات تعتمد على “عدد المتابعين" بدلًا من “جودة التأثير". وفقًا لتقرير Arab Youth Survey 2024, 70% من الشباب العربي يقولون إنهم يتأثرون بالمحتوى الذي يشاهدونه يوميًا، لكن 55% يشككون في مصداقية المؤثرين الذين يروّجون لمنتجات بلا تجربة حقيقية.
ويبرز هنا دور شركات العلاقات العامة والتسويق في فلترة المؤثرين، وفهم الفروقات الثقافية بين بلدٍ وآخر، والتأكد من أن الرسالة تصل بأسلوبٍ يليق بالجمهور. فليس كل من لديه متابعون، هو بالضرورة مؤثر فعلي.
اقرأ أيضًا: الشركات الناشئة: التواصل الفعال المفتاح لمواجهة جميع المصاعب
كيف نختار المؤثر المناسب لخدمتنا أو علامتنا التجارية؟
حتى لو كنا نقدم خدمة أو منتج مثالي فإنه في حال عدم اختيارنا المؤثر المناسب فقد لا تحصد حملتنا الإعلانية النتائج المتوقعة، ولذا يوجد أسس معينة يجب علينا أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المؤثر المناسب؟
- أن يتطابق جَمهور المؤثر مع الجَمهور المستهدف للعلامة، فإذا كانت دار نشر تسعى للترويج إلى كتاب جديد صادر عنها، لا يمكننا الاعتماد على مؤثر مختص بمنتجات التجميل للترويج لهذا الكتاب والعكس صحيح.
- أن يتمتع بالشفافية والمصداقية، يوجد بعض المؤثرين الجدد أو غير المسؤولين، الذين قد يسوقون لأي منتج دون تجربته أو التحقق منه، ومع الوقت سوف يخسرون ثقة متابعيهم، لذا يجب عليك التأكد من مصداقية المؤثر من خلال تجاربه السابقة.
- أن يتناسب عدد متابعيه مع التفاعل على الصفحة، يوجد الكثير من المؤثرين الذين يتشرون متابعين وهميين، وحتى تفاعلات وهمية، لذا يجب عليك متابعة صفحة المؤثر لفترة إذا لم تكن تعرفه من قبل والتأكد من تناسب عدد المتابعين مع التفاعل، مع المؤثرين الأرقام قد تكذب في بعض الأحيان.
- أن يتماشى أسلوبه ومحتواه مع الفئة المستهدفة لديك، وقد فشلت الكثير من حملات للمؤثرين بسبب عدم تناسب محتواهم مع الفئة المستهدفة، على سبيل المثال تعاونت شركة منتجات أطفال مع مؤثر معروف بمحتوى ساخر وموجه للشباب. عند ترويجه للمنتج بأسلوبه الهزلي المعتاد، شعرت الأمهات – وهنّ الفئة المستهدفة – أن الإعلان غير جاد وغير مناسب. النتيجة: تفاعل ضعيف وتأثير سلبي على الحملة.
لم يعد دور المؤثرين تسويقيًا فقط. بل إن المؤسسات الذكية تدمجهم ضمن استراتيجية الاتصال، ليكونوا صوتًا إضافيًا مسموعًا وصادقًا يعكس قيمها ويتفاعل مع المجتمع. فالمؤثرون اليوم يلعبون دورًا جوهريًا في إطلاق المبادرات ودعم القضايا الاجتماعية وتعزيز سمعة العلامة بشكل عضوي، ويأثرون على الرأي العام في قضايا هامة.